محمد السيد عبد الرازق
(أسئلة هامة)
ما الذي جعل كلمات سورة طه تهز بعنف فطرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل إسلامه، وتهيئه لقبول الدعوة المباركة من سيد البشرية صلى الله عليه وسلم.
وكذلك ما الذي جعل الملأ من قريش لا يستطيعون لأنفسم تمالكًا حينما سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يرتل آيات سورة النجم، فما كان منهم إلا أنهم خروا ساجدين.
ترى ما الذي جعل "كويلهو" أشهر كتاب الأغنية الأجنبية يبكى بكاء شديدًا حينما كان يزور مصر وسمع وهو يمر بقرية من قراها صوت الإمام يؤم المصلين في صلاة العشاء بصوت جهوري جميل؛ فوصل الصوت إلى أعماق قلبه وحينما طلب من مرشده السياحي أن يترجم له ما سمعه خر باكيًا وهو يردد (اهدنا الصراط المستقيم).
أوما سمعت قصة تلك الفتاة الألمانية التي شاء الله أن يجمعها بشاب مسلم تقي في أحد الحافلات في إحدى المدن الألمانية؛ فما كان من الشاب إلا أن قام بتشغيل القرآن الكريم، وبعد ساعة كاملة إذ بالفتاة تلتفت إلى الشاب ـ وهي لا تعرف العربية ـ وتقول له ودموع التأثر تملأ عينيها: (أهذا هو القرآن؟).
وغير ذلك من القصص الكثير والكثير...
أتدري ما الذي قاد هؤلاء جميعًا لتلك المواقف، أتدري ما الذي بُث في روع عمر، بعد سماع القرآن، أتدري ما الذي هز المشركين ولولا عنادهم وجحودهم لآمنوا برب العالمين، أتدري ما الذي أدمع عيون الكثير من غير المسلمين... إنه القرآن المعجزة الخالدة الباقية، الذي أنزله الله تبارك وتعالى على أطهر قلب على قلب أمين الأرض بواسطة أمين السماء جبريل عليه السلام، أنه القرآن الذي يحمل من قوة الألفاظ وجزالة التعبير وفصاحة البيان ما تحدى الله به المشركين أن يأتوا بعشر سور من مثله {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [هود: 13]، فلما عجزوا خفف الله لهم التحدي: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 23]، فلم ولن يستطيعوا.
أرأيتم يا شباب إنه القرآن الذي يحمل مفاتييح التغيير، الذي يثير كوامن النفس للتعرف على خالقها سبحانه، الذي يقود النفس إلى الهداية والصلاح والفلاح، من شرب من نبعه الصافي تعطش إلى المزيد، وكلما استزاد العبد رضي الرب سبحانه وتعالى، فياله من كتاب ويالها من نعمة.
الشباب في القرآن:
وكثير من الشباب قد يظن أن القرآن لم يوجه الخطاب لهم خاصة، وهذا مما جانبهم الصواب فيه، إذ أن القرآن تناول موضوع الشباب عندما تحدَّث عن (الفتوة) باعتبارها المضمون الصالح للشباب، وأروع ما في ذلك ما ضربه القرآن للشباب من أمثلة براقة يقف الشاب أمام جمالها مأخوذًا، صورها في عدد الأصفياء من الأنبياء الذين اختارهم الله عز وجل لرسالاته ووحيه والأولياء الذين امتحنهم لعبادته.
فكان المثال الأول هو النبي إبراهيم (عليه السلام)، فإنه كان يتطلَّع إلى الآفاق الواسعة، ويفتش عن الحقائق الناصعة، ويملك الشجاعة العالية، فيتأمل ويفكر في ملكوت السموات والأرض، حتى أدله الله تعالى على الحقيقة، فآمن بالله وتبرأ من الأصنام ومن كل المشركين، فقال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَكَذلكَ نُري إِبرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَمَاوَاتِ وَالأرضَ وَلِيَكونَ مِنَ المُوقِنِيـنَ) [الأنعام: 78].
وبهذا يصبح إبراهيم (عليه السلام) القدوة لكل الفتيان والشباب الموحدين الشجعان الرافضين الشرك والانحراف، وكأن القرآن يمحو بنموذج إبراهيم عليه السلام السلبية لدى الشباب ويغيرهم نحو الأفضل نحو البحث عن الحقيقة وإن كان النصب والتعب دونها.
والمثال الثاني الذي يضربه القرآن الكريم للفتيان والشباب هو النبي يوسف (عليه السلام)، وهو الذي آتاه الله العلم والحكمة عندما بلغ أشده، وأصبح الفتى ، القوي، الصابر، الصامد أمام عواصف الشهوة، وأعاصير الفتنة والإغراء، وكذلك أمام النفي والتهديد بالسجن، غير أن القرآن يخرج لنا من بين كل ذلك يوسف عليه السلام، محطمًا لقيود الشهوة، صابرًا على الأذى والسجن، وفوق كل ذلك داعية لدين ربه من بين قضبان الحديد، فاسمع لكلام الله: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَينَاهُ حُكمًا وَعِلمًا وَكَذَلِكَ نَجزِي المُحسِنِينَ) [يوسف: 22].
وقال تعالى: (وَرَاوَدَتهُ التي هُوَ فِي بَيتِهَا عَن نَفسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبوَابَ وَقَالَت هَيتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحَسنَ مَثوايَ إِنَّهُ لا يُفلِحُ الظالِمُونَ) [يوسف: 23].
فيالها من قصة عظيمة ترسم لنا كيف يكون الشباب حينما يتعلق بالملك الوهاب سبحانه وتعالى، فهو ثابت الأركان عند الشهوة، صابر كالجبال عن المصائب، لا يغيب عن ذهنه أن ربه أحسن مثواه.
Sun May 26, 2013 5:16 am by Physio-Savvy
» for all Egyptians!!!
Fri May 10, 2013 1:39 pm by 2anrip
» Follow instructions
Thu May 09, 2013 9:17 am by 2anrip
» ICU BOOK (2007)
Fri Mar 08, 2013 9:13 pm by Amerenda
» Hello! Your neighbourhood physiotherapist here
Wed Feb 27, 2013 3:19 pm by Physio-Savvy
» Ozone Therapy
Sat Jan 19, 2013 8:56 pm by nicolejohn
» AAOS Atlas of Orthoses and Assistive Devices, 4th Edition
Wed Jan 02, 2013 12:36 pm by f4fm
» Adverse effectsof therapy
Tue Dec 25, 2012 8:02 pm by 2anrip
» Everybody talks about what jobs do you do?
Mon Oct 29, 2012 8:45 am by liyuqingru